6 علامات وأعراض لمرض السكري من النوع الثاني
مرض السكري من النوع الثاني هو أحد الأمراض المزمنة التي تؤثر على قدرة الجسم على استخدام السكر (الجلوكوز) بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. يعد هذا النوع من السكري أكثر أنواع السكري شيوعًا، حيث يتسبب في مجموعة من التغيرات في الجسم قد تكون غير ملحوظة في البداية. لفهم هذا المرض بشكل أفضل، من الضروري التعرف على العلامات والأعراض الرئيسية التي قد تشير إلى الإصابة به. في هذا المقال، نستعرض ست علامات وأعراض قد تشير إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
1. الشعور بالعطش الشديد والتبول المتكرر
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض السكري من النوع الثاني هو الشعور بالعطش الشديد. عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة بشكل مستمر، يبدأ الجسم في سحب الماء من خلايا الأنسجة ليخفف من تركيز الجلوكوز. هذا التفاعل يؤدي إلى زيادة كمية البول التي ينتجها الجسم، وبالتالي يشعر الشخص بالعطش الشديد في محاولة لتعويض السوائل المفقودة. التبول المتكرر قد يصبح أكثر وضوحًا خلال الليل، حيث يضطر الشخص إلى الاستيقاظ عدة مرات للتبول.
2. الشعور بالتعب والإرهاق المستمر
التعب العام والشعور بالإرهاق يعد من الأعراض الأخرى التي يمكن أن تشير إلى السكري من النوع الثاني. في الحالات العادية، يتم تحويل السكر الموجود في الدم إلى طاقة يمكن أن يستخدمها الجسم. ولكن، عندما لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح، يمكن أن يعاني الشخص من نقص في الطاقة. هذا النقص يؤدي إلى شعور مستمر بالإرهاق، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة. إذا كنت تشعر بالتعب بدون سبب واضح أو أن الجهد البدني العادي يصبح مرهقًا بشكل غير عادي، فقد يكون هذا مؤشرًا على مرض السكري.
3. بطء شفاء الجروح والالتهابات المتكررة
من الأعراض الشائعة الأخرى لمرض السكري من النوع الثاني هو بطء شفاء الجروح والالتهابات المتكررة. عند الإصابة بمرض السكري، تتأثر قدرة الجسم على مقاومة العدوى والشفاء من الجروح بسبب تأثير مستويات السكر المرتفعة على الأوعية الدموية والأعصاب. كما يمكن أن يؤدي السكر الزائد في الدم إلى تقليل قدرة خلايا الدم البيضاء على محاربة البكتيريا، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. إذا كنت تجد أن الجروح أو الخدوش لا تلتئم بسرعة كما كانت في السابق، أو إذا كنت تعاني من التهابات متكررة، قد يكون السكري هو السبب الكامن وراء ذلك.
4. زيادة الوزن أو صعوبة فقدان الوزن
يمكن أن يشهد الأشخاص المصابون بمرض السكري من النوع الثاني زيادة غير مبررة في الوزن أو صعوبة في فقدانه. يحدث ذلك لأن الجسم يعجز عن استخدام الجلوكوز بشكل فعال، ما يجعل الجسم يخزن المزيد من الدهون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التغيرات في الهرمونات والأيض المرتبطة بالسكري إلى جعل فقدان الوزن أمرًا صعبًا. يعتبر اكتساب الوزن غير المبرر، خاصة في منطقة البطن، من العلامات المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار عند محاولة تحديد وجود السكري من النوع الثاني.
5. الرؤية الضبابية
الرؤية الضبابية هي عرض آخر يمكن أن يرتبط بمرض السكري من النوع الثاني. عند ارتفاع مستويات السكر في الدم، يتسبب ذلك في سحب السوائل من الأنسجة، بما في ذلك العدسة داخل العين. هذا التغيير في السوائل قد يؤثر على قدرة العدسة على التركيز بشكل صحيح، مما يؤدي إلى رؤية ضبابية أو مشوشة. قد تتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت إذا استمر ارتفاع مستويات السكر في الدم دون علاج. إذا كنت تعاني من ضبابية في الرؤية أو تغيرات في قدرتك على التركيز، ينبغي عليك استشارة الطبيب لتقييم مستوى السكر في الدم.
6. التنميل أو وخز في الأطراف
التنميل أو الإحساس بالوخز في اليدين أو القدمين يعد من الأعراض التي قد تكون مرتبطة بتلف الأعصاب الناجم عن السكري من النوع الثاني. عندما تبقى مستويات السكر في الدم مرتفعة لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأعصاب، وهو ما يعرف باسم الاعتلال العصبي السكري. هذا التلف العصبي قد يظهر في شكل إحساس بالتنميل، الوخز، أو حتى الألم في الأطراف. في بعض الحالات المتقدمة، يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى فقدان الإحساس في الأطراف. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، من الضروري التواصل مع الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
أسباب مرض السكري من النوع الثاني
بالإضافة إلى معرفة الأعراض والعلامات التي تشير إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، من المهم فهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض. يمكن أن يتسبب نمط الحياة غير الصحي، مثل قلة النشاط البدني والنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة، في زيادة احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما أن هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في تحديد احتمالية الإصابة بهذا المرض، حيث يزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني من احتمالية الإصابة به.
تعتبر السمنة أحد العوامل الرئيسية في الإصابة بالسكري من النوع الثاني، حيث أن الدهون الزائدة في الجسم تؤثر على قدرة الخلايا على الاستجابة للأنسولين بشكل فعال. كما أن زيادة العمر، وخاصة بعد سن الأربعين، قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مستويات غير طبيعية للدهون في الدم قد يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
الوقاية والتشخيص
على الرغم من أن مرض السكري من النوع الثاني قد يبدو مرضًا خطيرًا، إلا أنه يمكن الوقاية منه أو إدارته بشكل فعال من خلال تغييرات في نمط الحياة. الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. من المهم أيضًا أن يخضع الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بالسكري لفحوصات منتظمة لمراقبة مستويات السكر في الدم.
فيما يتعلق بالتشخيص، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني. قد تشمل هذه الفحوصات تحليل السكر في الدم، وفحص الهيموغلوبين السكري (A1c)، الذي يقيس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى عدة أشهر. يمكن أن يساعد هذا التشخيص المبكر في اتخاذ التدابير المناسبة لمنع تفاقم المرض.
الخاتمة
مرض السكري من النوع الثاني هو مرض مزمن يؤثر على الجسم بشكل تدريجي، وقد يكون من الصعب اكتشافه في مراحله الأولى بسبب ظهور أعراضه بشكل بطيء وغير ملحوظ. ولكن من خلال معرفة الأعراض والعلامات الشائعة، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات مبكرة للتشخيص والعلاج. من خلال إدارة المرض بشكل فعال وتغيير نمط الحياة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بمرض السكري وتحسين جودة الحياة بشكل كبير.
